ثبت أن الرياضة تعمل على إنقاص
الوزن الزائد والمحافظة على جسم سليم، كما أثبتت الرياضة أنها تقلل من مخاطر
الإصابة بداء السكري، وضغط الدم، وأمراض القلب وسرطان القولون، والتهاب المفاصل
وآلام الظهر، ونحول العظام. كما أن الرياضة تنظم الشهية بحيث تمنعنا من المبالغة في
الأكل ومن ثم زيادة الوزن.
ولكن رغم أن الرياضة تمنحنا الشعور بالرضا
والتمتع بصحة جيدة، فإنها لا تعتبر بديلاً عن الغذاء المتوازن، فعلينا في المقام
الأول العناية باختيار الطعام المناسب الذي يفي بكل ما نحتاج إليه من الطاقة التي
نستمدها من النشويات والدهون والبروتينات والفيتامينات والمعادن الضرورية لوظائف
العضلات والجسم. والغذاء المتوازن هو مزيج من الكميات المناسبة من كل هذه المصادر.
فبينما يجب الحد من الدهون والأملاح والسكريات في الغذاء، فإن الماء والألياف
ضرورية للغذاء السليم. والرياضة ضرورية للبالغين، وخصوصاً كبار السن؛ حيث إن مخاطر
تعرضهم لأمراض ناتجة عن البدانة أعلى لديهم منها لدى غيرهم، وذلك بسبب قلة النشاط
والحركة بالإضافة إلى * الغذاء غير المتوازن.
وقد ثبت أن ممارسة الرياضة
بانتظام تعمل على تحمل نسبة الجلوكوز لدى المصابين بداء السكري الذي غالباً ما يصاب
به كبار السن، وتعمل ممارسة الرياضة البسيطة كالمشي على الوقاية من نحول
العظام.
وكذلك تجنب الرياضة الأطفال والشباب زيادة الوزن والأمراض
المزمنة الأخرى التي تنشأ عنها، كما أنها تحسن قدرات الرئتين والقلب، وقوة
عضلاتهما، مما يعين الجسم على تحمل الأنشطة الجسمانية العنيفة والمجهدة، مما هو
ملحوظ لدى الرياضيين الذين يتحملون الأنشطة المجهدة كممارسة كرة القدم
مثلاً.
وتعتبر الأطعمة الكربوهيدراتية المركبة مثل خبز القمح والمعكرونة
مصدراً جيداً للطاقة، بينما تشكل اللحوم والبيض ومنتجات الألبان مصدراً للبروتين،
ويمكن الحصول على الفيتامينات والمعادن من الحبوب والفواكه والخضار. وبعكس الاعتقاد
الشائع فإن أقراص الفيتامينات المركبة أو مركبات البروتين ليست أكثر فائدة من وجبة
متوازنة بشكل سليم. ويمكن اعتبار الوجبة متوازنة حيث تكون الدهون بنسبة 30% من
مجموع السعرات الحرارية الضرورية، والبروتينات بنسبة 10-20%، بينما تشكل النشويات
نسبة 50-60% المتبقية. ويترتب على تناول المشروبات الغازية ذات النسب العالية من
السكر والأطعمة الدهنية الجاهزة حرمان الشباب في مراحل النمو من الغذاء الضروري
للتمتع بجسم سليم وعقل سليم.
* المشي نصف ساعة يومياً
ومن
الناحية العلمية فإن الجسم لا يفرق بين الرياضة التي تتم ممارستها باستخدام الأجهزة
والمشي على الرصيف، أو السباحة في حمام سباحة دافىء وبحيرة مفتوحة، فكل ذلك له
التأثير نفسه على الجسم. ويوصى بالمشي أو الجري أو السباحة أو ممارسة غير ذلك من
الرياضات الخفيفة كحد أدنى لمدة 30 دقيقة ثلاثة أيام في الأسبوع. وعلى أي حال فإن
اتباع أسلوب نشط في حياتنا اليومية هو الأهم وذلك ببساطة أن نمضي جزءاً أكبر من
أوقاتنا في الخارج بدلاً من أن نحيا حياة ساكنة، وأن نتعود استخدام السلالم عوضاً
عن المصاعد الكهربائية، وأن نمشي قليلاً حيث يسعنا الركوب لأن ذلك كله يشكل أسلوب
حياة مفعمة بالنشاط. فينبغي دوماً الموازنة بين ما نأكله وما نأتيه من أنشطة
جسمانية في أوقات الفراغ.
* لا إفراط في الرياضة
كلمة أخيرة
لمن يمارسون الرياضة في أثناء الإجازات الأسبوعية، والذين يمارسون الرياضة بالتزام
فعليهم توخي الحذر بأن يبدأوا بالإحماء لفترة بسيطة، وأن يتحلوا بالصبر وتجنب
الإفراط، وخصوصاً الذين يعانون عللاً في القلب أو من داء السكري. كما أن الجفاف قد
يكون مشكلة أخرى على جانب من الأهمية، ففي الأيام التي ترتفع فيها درجة الحرارة
ونسبة الرطوبة، علينا تناول ما يكفي من السوائل. أما بالنسبة لغير الرياضيين، فنقول
لهم إن الرياضة لا يجب أن تشكل عبئاً كبيراً، فيمكنهم مشاهدة برامجهم التليفزيونية
المفضلة بينما هم يمارسون الرياضة على أجهزة المشي، أو الاستماع إلى الأشرطة
المسجلة بينما يقومون بالمشي. فالعقل السليم في الجسم السليم.
والى
لقاء جديد
لكم منى كل الحب